السعودية تستعد لافتتاح أول متجر يقديم المشروبات الكحولية
تخطط المملكة العربية السعودية للسماح بتقديم المشروبات الكحولية للدبلوماسيين غير المسلمين في سابقة هي الأولى من نوعها في البلاد، حسبما ذكر اثنان من المصادر المطلعة على التفاصيل لوكالة الأنباء فرانس برس يوم الأربعاء.
ذكر أحد الموردين أنه سيتم توفير المشروبات الكحولية للدبلوماسيين من غير المسلمين، الذين كانوا يضطرون من قبل لجلب الكحول عن طريق الحقائب الدبلوماسية لاستيرادها.
وفقًا لمستند اطّلعت عليه وكالة الأنباء الفرنسية، ستقوم السلطات بتوفير المشروبات الكحولية السعودية للبيع في المنطقة الدبلوماسية بالعاصمة السعودية الرياض، وهي المنطقة التي تحتوي على سفارات الدول الأجنبية ومساكن الدبلوماسيين العاملين فيها، وهذه المنطقة تقع إلى الغرب من مركز المدينة.
ستكون إمكانية الدخول إلى المتجر محدودة حسب ما جاء في الوثيقة، ومشروطة بتسجيل الأشخاص لأسمائهم عبر التطبيق الذي يحمل اسم “دبلو” الذي يشير إلى كلمة دبلوماسية، مع العمل بنظام توزيع الكميات بحسب حصص شهرية محددة.
وقام العاهل السعودي الفقيد عبد العزيز آل سعود بفرض حظر على المشروبات الكحولية في المملكة في بداية الخمسينيات من القرن العشرين، وذلك بفترة قصيرة بعد واقعة شرب زائدة لأحد أنجاله، الذي أطلق النار وقتل دبلوماسي إنجليز في حالة غضب.
لقد أدى التسارع في وتيرة الإصلاحات الاجتماعية الحديثة، والتي تشمل السماح بإعادة فتح دور العرض السينمائي وإقامة مهرجانات موسيقية تجمع الرجال والنساء معًا، إلى ظهور توقعات واسعة الأمد حول إمكانية رفع حظر الخمور أو على الأقل التخفيف من صرامة التعامل معه، خصوصًا مع بزوغ مشاريع سياحية جديدة مثل مشروع مدينة “نيوم” الطموح بتكاليف تقدر بخمسمائة مليار دولار.
إلا أن تصريحاً رسمياً من المملكة العربية السعودية يوم الأربعاء أشار إلى أن الجهات المعنية توفر “إطار عمل تنظيمي جديد… للصد عن التداول غير القانوني للبضائع و المشروبات الكحولية التي تستقبلها الممثليات الدبلوماسية”.
وصرح قائلاً: “ستهتم العملية المستحدثة بتنظيم توزيع كميات معينة من المشروبات الكحولية مع دخولها إلى المملكة، من أجل الحد من الآلية القديمة التي كانت بلا تنظيم وأدت إلى تداول غير محكم لمنتجات مشابهة من المشروبات الكحولية داخل المملكة السعودية”.
قواعد صارمة في المشروبات الكحولية السعودية
جاءت الوثيقة لتؤكد أن الوصول إلى المحل الواقع في الحي الدبلوماسي محدد بصرامة لغير المسلمين فقط وكذلك لا يُمنح الإذن بدخول الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 21 عاماً إلى محل المشروبات الكحولية السعودية ويتوجب على الأشخاص التقيد بارتداء ملابس لائقة.
تنبه الوثيقة المستخدمين بأنه لا يسمح للمشتركين في التطبيق بإيفاد أقربائهم أو السائقين أو الأعوان أو الزملاء لتحل محلهم في متجر المشروبات الكحولية السعودية. وكذلك تُحظر استخدام الهواتف المحمولة داخل المحل التجاري.
بناءً على النظام الجديد للكميات المسموحة، سيتاح للزبائن المُصرَّح لهم بالتسوق في متجر المشروبات الكحولية تقنين شرائهم للكحوليات بمقدار يصل إلى “240 نقطة” كل شهر. وفي هذا السياق، يُقيَّم لتر من مسكرات الروح بست نقاط، ولتر النبيذ بثلاث نقاط، بينما يُعادل لتر الجعة نقطة واحدة فقط.
صرح البيان الصادر من المملكة العربية السعودية يوم الأربعاء بأن لا تغييرات مباشرة ستطرأ على حياة أغلب سكان البلاد الذين يقدر عددهم بـ32 مليون نسمة، خاصةً أولئك الذين لا تتاح لهم سوى خيارات محدودة لتناول المشروبات الكحولية، ما لم يقرّروا السفر إلى خارج البلاد للقيام بذلك.
بالإضافة إلى ما تقدمه السفارات الأجنبية من المشروبات الكحولية في المنطقة المخصصة للدبلوماسيين، هناك من ينتج الخمور بطريقة محلية، بينما يتوجه البعض الآخر إلى الأسواق غير القانونية، التي يمكن فيها بيع قناني الويسكي بأسعار تصل إلى مئات الدولارات خاصة قبيل المناسبات والاحتفالات كمناسبة ليلة العام الجديد.
منافسة إقليمية و السعودية تفتح أبواب التنويع
“الرؤية الإصلاحية 2030” التي بادر بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تهدف إلى تعدد مجالات الدخل لأكبر دولة مُصدرة للبترول في العالم وجعل المملكة نقطة جذب جوهرية للأعمال والرياضة والسياحة.
تظهر تحديثات في قطاع المشروبات الروحية يوم الأربعاء، وذلك في ظرف تزداد فيه حدة التنافس بين المملكة العربية السعودية وجيرانها، خاصة دولة الإمارات العربية المتحدة، لجذب الاستثمارات الخارجية والزوار السياح.
في بداية الشهر الجاري، دخل حيز التنفيذ قرار من السعودية يفرض على الشركات متعددة الجنسيات ضرورة تأسيس مراكز إقليمية لها داخل المملكة، وإلا ستفقد الإمكانية للمنافسة على مشروعات الدولة.
يُتاح تداول المشروبات الكحولية في ست إمارات من مجموع الإمارات السبع التي تتكون منها الدولة، بينما تستمر ممارسة حظرها في إمارة الشارقة.
في إمارة دبي، تتوفر المشروبات الروحية للشراء بأعداد كبيرة جداً في مجموعة من الفنادق والمطاعم والنوادي الليلية، ويُسمح للأشخاص الغير مسلمين الذين يزيد عمرهم عن 21 سنة بالحصول على تصريح مجاني يمكّنهم من اقتناء الكحوليات من مجموعة محددة من المحلات التجارية ضمن الإمارة.
أسهم نيل السعودية حق استضافة “إكسبو الدولي 2030” وتنظيم بطولة كأس العالم 2034 في تقوية الأقاويل حول امكانية إلغاء حظر المشروبات الكحولية.
حسب القوانين السعودية، قد تتضمن العقوبات لاستهلاك أو امتلاك المشروبات الكحولية تطبيق غرامات مالية، الحبس، الجلد في مكان عام، وطرد الأشخاص الأجانب من البلاد.
لقد دأب المسؤولون في المملكة العربية السعودية على استبعاد فكرة إجراء تعديلات كبيرة وأساسية بخصوص موقف الدولة تجاه استهلاك الكحول.
أفادت نائبة وزير السياحة الأميرة هيفاء بنت محمد آل سعود، في ردها على استفسار وجه إليها بصورة مباشرة حول هذا الموضوع خلال مشاركتها في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس لعام 2022، بأن الرد الموجز يكمن في أن المملكة السعودية ستستمر في الالتزام بتنفيذ قوانينها السارية.