المقاومة الفلسطينية أفشلت اقتحام الاحتلال مخيم طولكرم
طولكرم وصفت مصادر محلية فلسطينية ما حدث في مخيم طولكرم للاجئين قرب مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية صباح الخميس عملية فاشلة ومهمة لجيش الاحتلال الإسرائيلي. بينما قام الاحتلال باغتيال شابين من المنطقة، واجه مقاومة شديدة من قبل الفلسطينيين تسببت في خسائر لجيش الاحتلال.
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية صباح الخميس استشهاد الشابين عبد الرحمن فارس عطا وحذيفة عدنان فارس. وأشارت بيانات جيش الاحتلال إلى أنه تم قتل الشابين بعد أن أطلقوا النار على مركبة للمستوطنين وحاجز إسرائيلي قرب قرية شوفة في منطقة طولكرم.
وبعد أن قام الفلسطينيون بنشر فيديو يُظهر إصابة خطيرة لأحد جنودهم في مخيم طولكرم فجراً، أقر جيش الاحتلال بإصابة 5 جنود في “وحدة حرس الحدود” الخاصة بانفجار عبوة ناسفة في المخيم، كما أكد أن 3 من المصابين في حالة خطرة.
حاول الجيش المحتل وقواته الخاصة تنفيذ هجوم على مخيم طولكرم في الساعة الخامسة فجر اليوم، حيث كان المقاومون ينتظرون هذا التحدّي، وقاموا بمفاجئة الجنود بإطلاق كثيف للرصاص مما أدى إلى إصابة أحدهم بجروح في رأسه، حسب ما أفاد به المواطنون والشهود العيان، وتم نشر هذه الأحداث من قبل مجموعات المقاومة المسلحة عبر وسائل الإعلام.
وفيما يتعلق بما حدث، يقول بشار فوازعة، شاهد عيان وأحد سكان حي “البلاونة”، حيث وقع الحادث، إن المقاومين لاحظوا دخول شاحنة لنقل المواد التموينية منذ وقت بدء توغلها في المنطقة المحيطة بالمخيم، وقاموا بمتابعتها حتى وصلت إلى أطرافها الشمالية حيث يقع حي “البلاونة”.
إصابة 5 من جنوده 3 منهم بحالة خطيرة خلال اشتباكات في طولكرم
فشل اقتحام الاحتلال مخيم طولكرم
وكما أكد فوازعة أن الشاحنة التي كانت تحمل عددًا كبيرًا من القوات الخاصة الإسرائيلية تفاجأت بإغلاق مدخل الحي المؤدي إلى المخيم طولكرم ، فقامت بالسلوك في طريق آخر قريب ونزل الجنود منها.
وفي ذلك الوقت، تم اكتشافهم من قبل المقاومين الذين واجهوا الجنود من الصفر إلى مدة تزيد عن 15 دقيقة تخللتها إطلاقات نارية كثيفة ورمي قنابل متفجرة، وأصابوا أحد الجنود في رأسه وفقًا للشاهد الموجود في طولكرم .
وفيما يتعلق بالمقطع المدرج على النت، صرح فوازعة أن جنود الاحتلال الذين وصلوا بدعم آليات عسكرية أخرى داهموا المخيم طولكرم وقاموا بإطلاق النار بشكل عشوائي تجاه السكان ومنازلهم، ولقد قاموا أيضًا بإلقاء قنابل متفجرة أدت إلى تخريب في المنازل. بينما تمكن المقاومون من تفجير قنابل وعبوات مصنعة محليًا في جنود الاحتلال وآلياتهم التي اقتحمت المخيم في طولكرم .
وأفاد فوازعة بأن الكشف عن مهمة القوات الخاصة أثر سلباً على عمليتها المتوقعة لاغتيال المقاومين في مخيم طولكرم ، مشيراً إلى أنه منذ اللحظة الأولى لدخول الشاحنة التي تحمل تلك القوات، نشر المقاومون الخبر عبر وسائل الاتصال المختلفة وأكدوا أنهم يراقبونها.
وحاول الجيش المحتل أن يصعد إلى أسطح المنازل في مخيم طولكرم لينشئ نقاط قناصة، ولكن فشلت مهمته بسبب شدة الاشتباكات واستهداف المقاومين للجنود. وأفاد شاهد العيان أن عملية الجيش المحتل فشلت ولم تؤدي إلى اغتيال أو اعتقال أي من المقاومين، وأصيب الشاب محمد خضرة (34 عاما)، الذي يعتبر أسيرًا محررًا، برصاص القوات المحتلة في قدميه وتم اعتقاله.
التحام وطني بعتاد محلي الصنع في فلسطين
وتقول مصادر محلية إن هذه هي أول عملية هبوط لجنود الاحتلال في أزقة مخيم طولكرم منذ تأسيس “الحالة الوطنية” (كتائب المقاومة) قبل حوالي 6 أشهر، وأن كتائب المقاومة في فلسطين المكونة من مختلف الفصائل أصبحت شائعة جداً في المخيم، وتتصدى بشكل فعال لاقتحامات وتوغلات الاحتلال.
في بيانها العسكري، أفادت كتائب المقاومة في مخيم طولكرم بأنها مواجهة تسلل قوات الاحتلال المتخصصة إلى المخيم، وأشارت إلى أنها كانت تراقبها منذ بداية عملية الدخول وتمكنت من إحباطها بكمين متقن.
وصرّحت مجموعات الرد السريع التابعة لكتائب شهداء الأقصى، التي تنتمي إلى حركة فتح، بأنها تمكنت من إصابة جنود الاحتلال بدرجة جدية، مؤكدة أنها قامت باستخدام عبوات ناسفة مصنوعة محلياً بنماذج “الأمير 1” و”رائد 1″، وهما أسماء لشهداء المقاومة.
تكشف بيانٌ للمقاومين ورد إلى اخبار 360، عن استيلائهم على معدات عسكرية وممتلكات لجنود القوات المحتلة، وهم يتحدون الاحتلال بالكشف عن ذلك، كما يهددونهم بعدم إغلاق الحساب مع الاحتلال، مشددين على ألا ينتسوا دماء الشهداء ومعاناة الأسرى ومشاهدة “نساء الخليل والقدس الشريف” يتعرضن للإعتداء.
في بيان لها، أعلنت “كتائب القسام” التابعة لحركة حماس أنها تصدت لجنود الاحتلال في منطقة “صفر” بعد أن وقعوا في كمين محكم مخطط له مسبقاً. وأكدت أن المقاومين نجحوا في خوض اشتباك عنيف أدى إلى إجبار الجنود على التراجع من المخيم.
آثار الإصابات في صفوف جنود الاحتلال
حالة التماسك الوطني بين المقاومين والمواطنين
عندما أغلقت قوات الاحتلال جميع مداخل ومخارج مخيم طولكرم، قامت القناصة بتسلق المباني المحيطة به بهدف القنص والقتل، وفقًا لتصريحات فيصل سلامة رئيس لجنة الخدمات بالمخيم.
وصرح سلامة بأن جيش الاحتلال وقواته الخاصة لم يفلحوا في مهمتهم في طولكرم، وأكد أن المقاومين قاوموا بكل قوتهم وأسلحتهم العسكرية، وأضاف أن ما حدث كان تبادلًا غير متكافئٍ لإطلاق النار، حيث توغل جيش الاحتلال بعدد كبير من الآليات والجنود، واستخدم طائرات الدرون، كما أطلقوا كمية كبيرة من النيران والقنابل المتفجرة.
ويقول سلامة إن الاختلاف الحاصل في مخيم طولكرم بخاصة بهذا الهجوم هو “حالة التماسك الوطني” بين المقاومين والمواطنين، “وبسبب ذلك، أصبح الشباب هنا مقاومين مؤهلين ومتدربين يحملون السلاح للدفاع عن أرضهم”.
وأشار سلامة إلى أن هذه الوضعية نشأت بسبب سلوك الاحتلال في الأرض، حيث قام بإخضاع واعتقال وقتل الأشخاص، وتم إغلاق البوابة السياسية والاقتصادية أمام هذا الجيل المقاوم الذي تضحى بأرواحه ويصرح برفضه لعمليات اقتحام الجيش الاحتلالي وقتله الفلسطينيين بطرق وحشية.
على صعيد آخر، نقل الخبير الفلسطيني المتخصص في قضايا إسرائيل. محمد أبو علان بالنسبة للمواقع العسكرية الإسرائيلية،ويتكون المصابون في جيش الاحتلال من جنُود وحدة المستعربين التابعة لحرس الحدود، وتعرضوا لإصابات نتيجة لانفجار عبوة ناسفة التي تم إلقاؤها على سيارتهم العسكرية أثناء عملية انسحابهم من مخيم طولكرم.