قصف مخيم جنين وسقوط شهداء في عملية عسكرية جديدة
في فجر يوم الاثنين ، دخل الجيش الإسرائيلي مدينة جنين ومخيمها في شمال الضفة الغربية ، في إطار عملية عسكرية واسعة التعميم التي وُصفت بأنها الأكبر منذ الانتفاضة الثانية. وقد تسبب القصف الجوي أوقع تسعة شهداء فلسطينيين الى الان، بينما هاجمت المقاومة الفلسطينية آليات الاحتلال باستخدام عبوات ناسفة ، مما أسفر عن وقوع إصابات.
وأفاد مراسلين هناك أن هناك قوات إسرائيلية ضخمة تشارك في العملية، حيث تم تزويدها بالدبابات والجرافات والمروحيات والطائرات المسيرة. وذكر أنها قد تسللت إلى المخيم من جهتين وانتشرت في وسط المدينة، ونفذت عدة غارات جوية.
أظهرت الصور جيش الاحتلال الإسرائيلي وهو يقتحم بقوات كبيرة، وكذلك أظهرت صور آخرى استهداف المقاومة الفلسطينية آليات الجيش الاسرائيلي بعبوات ناسفة محلية الصنع.
تم توثيق مقاطع فيديو تظهر قوات الاحتلال وهم يقتحمون منازل في جنين، وقد أكد مراسلون أن قوات الاحتلال قد استولت على منزل عائلة الأسير زكريا الزبيدي.
لحظة استهداف جرافة عسكرية إسرائيلية بعبوة محلية الصنع في مخيم جنين
في الوقت نفسه، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن قوات الأمن عملت بجد خلال الساعات الأخيرة ضد مراكز الإرهاب في جنين، وأضاف أن النظام الأمني مستعد للتعامل مع أي سيناريو.
وقبل ذلك، أعلنت الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) في بيان مشترك عن استهداف مقر الفصائل الفلسطينية في جنين وعناصر كتيبة جنين. وأكدوا أن المقر المستهدف تم استخدامه كنقطة مراقبة وتجمع لتسليح العناصر.
وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن سلاح الجو نفّذ هجومًا استهدف مركز قيادة مشترك للكتائب المسلحة في مخيم جنين، معلنًا أن المركز المستهدف كان مأوى لمطلوبين بسبب تنفيذهم عمليات في الأشهر الأخيرة.
ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه قد تم أسر حوالي 15 فلسطينياً مطلوباً في سياق حملات المداهمة للمنازل في مدينة جنين. نقلت من مصدر أمني أن القوات الإسرائيلية تقوم بالاستيلاء على بنايات ومنازل للمسلحين في جنين واعتقال المطلوبين.
الكبرى منذ الانتفاضة الثانية
قوات الاحتلال تقتحم مخيم جنين مصحوبة بآليات عسكرية وجرافات
بينما هيئة البث الإسرائيلية أعلنت الآن أن عملية جنين تتم بقيادة القوات الخاصة وبوجود عدد غير مسبوق من القوات منذ فترة الانتفاضة الثانية (٢٠٠٠-٢٠٠٥).
أكدت الهيئة أن هناك جهودا مكثفة تقوم بها القوات العسكرية الإسرائيلية في مدينة جنين، والصور المتوافرة من هناك تشير إلى أحداث لم تشهدها المدينة منذ ما يقرب من عشرين عامًا.
في تعليقها، ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن القوات المنفذة للعملية العسكرية في جنين تتألف من وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي، وأن هذه العملية هي الأكبر منذ عملية “السور الواقي” في عام 2002. وأشارت إلى أن الهدف الرئيسي لهذه العملية هو استعادة ردع إسرائيل في منطقة شمال الضفة الغربية، وبشكل خاص في جنين.
وردت تقارير تفيد بأن حوالي ألف جندي يشاركون في تلك العملية، وتتضمن هذه القوات قوات المستعربين وسلاح الجو والمدفعية. وأعلنت أيضاً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت وقيادة الجيش قد وافقوا على هذه العملية قبل 10 أيام، ومن المتوقع أن تستمر لمدة يومين، لكن تبعاتها قد تمتد إلى جبهات أخرى.
حسبما ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، قام الجيش بنشر بطاريات القبة الحديدية تحت إشراف متطلع إلى الطوارئ بالتصدي لأي هجوم صاروخي كرد فعل على عملية في جنين.
عبوات متطورة واشتباكات عنيفة في جنين
أكدت سرايا القدس- كتيبة جنين اليوم الاثنين 3 يوليو 2023، بأن مقاتليها نجحوا في تفجير عبوات ناسفة تدخل في الخدمة اول مرة في آليات عسكرية تابعة للاحتلال الإسرائيلي، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الأشخاص فيها.
وقد أعلنت سرايا القدس – كتيبة جنين في بيان عسكري، أن وحدة الهندسة تمكنت من تفجير عدد من العبوات الناسفة التي استخدمتها قوات الاحتلال لأول مرة، كجزء من عملية بأس جنين ورداً على العدوان المستمر والمتصاعد. وتمكنت العملية من ضرب الآليات العدو بدقة، مما أسفر عن مقتل وإصابة أفرادها.
في استجابة للهجوم المستمر وضمن معركة “بأس جنين”، نفذت قوات مجاهدة منذ الصباح العديد من الضربات المتخصصة ضد قوات الاحتلال وآلياتها. تمكن المجاهدون من تفجير عدد من عبوات “طارق 1” التي تستخدم لأول مرة، وذلك باستخدام سيارة مصفحة في الصباح، مما أدى إلى تعطيلها واشتعال النيران فيها ومقتل وإصابة من فيها.
استشهد تسعة مواطنين وأصيب اكثر من سبعة وعشرون آخرين، بينهم سبعة أشخاص بجروح خطيرة مما يزيد من اتفاع عدد الشهداء و الجرحة، صباح يوم الاثنين الموافق الثالث من يوليو عام 2023، نتيجة للعدوان الإسرائيلي والقصف المستمر من قبل القوات الصهيونية في عدة مناطق في مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة.
قام مراسلون صحافيون في مخيم جنين بالإبلاغ عن استهداف قوات الاحتلال في جنين بواسطة عبوات ناسفة متطورة، كما أفاد بوجود اشتباكات عنيفة تجري في مدينة جنين ومحيط مخيمها.
وأوضح المراسل أن الجيش المحتل يعتمد على آليات كاسحة لتفكيك العبوات الناسفة التي توضع عند مدخل مخيم جنين.
أفاد المراسلين من قلب الحدث من خلال أقوال شهود عيان بأن سيارة “جيب” عسكرية إسرائيلية اشتعلت فيها النار نتيجة انفجار عبوة ناسفة في مخيم جنين.
أكدت “كتيبة جنين” التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، بأنها تمكنت من استهداف مركبات قوات الاحتلال في المناطق المحيطة بمخيم جنين وتمكنت من تحقيق إصابات.
وأعلنت كتيبة جنين عن تنظيم “معركة الدفاع عن جنين” للرد على عملية الاقتحام، وأشارت في بيانها إلى أن مقاتليها يعيشون في أفضل أحوالهم وأن ما شاهده العدو هو أمر ضئيل مقارنة بما ينتظرهم.
في الوقت نفسه، أعلنت المجموعات القبطية المرتبطة أيضًا بسرايا القدس أن مقاتليها استهدفوا آليات الاحتلال في دوار الشهداء بمدينة جنين.
أعلنت كتائب شهداء الأقصى في جنين أن مقاتليها قاموا بإطلاق النار واستخدموا العبوات المتفجرة لاستهداف قوة إسرائيلية خاصة عند أطراف مخيم جنين.
أفادت كتائب عز الدين القسام، التابعة لحركة حماس، بأن مقاتليها يستهدفون جنود الاحتلال في جنين باستخدام الرصاص.
شهداء وجرحى في مخيم جنين
بعد التقييم الأولي، ذكر مدير الإسعاف التابع للهلال الأحمر الفلسطيني للجزيرة أن عدد الأشخاص الذين استشهدوا في جنين بلغ أربعة، ومع ذلك، قد يزداد هذا العدد بسبب صعوبة الوصول إلى الضحايا.
ووفقًا للمصادر الفلسطينية، أُعلن استشهاد أربعة أشخاص وإصابة 13 آخرين في مخيم جنين. وأفاد مسعف فلسطيني للجزيرة أن العديد من الإصابات كانت نتيجة قصف الطائرات بدون طيار.
أكدت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة 26 آخرين، بينهم سبعة حالات خطيرة، نتيجة الهجوم الإسرائيلي على جنين.
ظهرت تسجيلات مصورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي حرائق وأعمدة دخان نتيجة للهجمات الإسرائيلية.
ووفقًا لتقارير إعلامية فلسطينية، يقوم جنود الاحتلال الإسرائيلي بتجريف الطرق التي تؤدي إلى مدينة جنين.
في وقتٍ متزامنٍ، أستشهد شابٌ فلسطينيٌ نتيجة جروحه التي تعرض لها جراء إصابته برصاصة في الرأس، أُطلقت عليها من قِبَل جنود الاحتلال الإسرائيلي عند مدخل مدينة البيرة الشمالي.
كتائب القسام تدعو إلى إسناد المقاومين في مخيم جنين بالعتاد والرصاص في مواجهة الاحتلال
العدوان الصهيوني على مخيم جنين سيفشل
في سياق ردود الفعل، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن الهجوم الذي يستهدف جنين سيفشل، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته يتحملون المسؤولية عن ما يحدث.
وأكدت الحركة أن القوات الإسرائيلية لن تتمكن من إنهاء الصراع مع المقاومة، وسيستمر الشعب الفلسطيني في نضاله.
في نفس السياق، أكد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أن الشعب الفلسطيني ومقاومته سوف يردان على هذا الهجوم الوحشي.
وأعرب هنية عن أن “الدم الذي يسفك في جنين سيكون محددًا للمرحلة القادمة في كل الاتجاهات والمسارات”.
في ردها، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي أن الهجوم على جنين لن يتحقق من أهدافه، وأنها لن تستجيب وتستسلم جنين.
وأشارت الحركة إلى أنها ستواجه العدو وستستخدم كافة الوسائل المتاحة للرد على عدوانه على جنين.
فيما يتعلق بحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، صرحت بأنها وباقي الفصائل الفلسطينية ستواجه الاعتداء على جنين وستتمكن من إفشاله.
يأتي هذا التقدم بعد فترة قصيرة من العملية العسكرية التي قام بها الجيش الإسرائيلي في جنين والتي أدت إلى استشهاد 8 فلسطينيين، وشهدت استخدام الطيران الحربي لأول مرة منذ أكثر من عقدين.