قنبلة نووية إسرائيلية – وزير إسرائيلي يهديد قطاع غزة بقنبلة نووية
هل إستخدام قنبلة نووية إسرائيلية من قبل إسرائيل في غزة هو حقيقة قابلة لتنفيذ التهديد؟
فشلت المتفجرات التي ألقيت على قطاع غزة في هزيمة إرادة سكان قطاع غزة، حيث وهي تكافئ قوة قنبلة نووية بقوة 30 كيلو طن لم تكن كافية لهذا القطاع المحاصر اكثر من 17 سنة، ويبدو أن التهديد من وزير التراث الصهيوني عميحاي إلياهو في إسرائيل. انه قال ان قنبلة نووية إسرائيلية هو افضل الخيارات في الحرب على القطاع وهو الحل حسب رائه.
غضب من حكومة الاحتلال في اول اعتراف من وزير التراث بوجود قنبلة نووية إسرائيلية
على الرغم من محاولة إسرائيل تحاول تخفيف تأثير الصدمة السياسية لهذا التصريح عن طريق اتخاذ إجراءات قاسية ضد هذا الوزير، بما في ذلك حرمانه من حضور اجتماعات الحكومة، إلا أن هذا لم يمنع من استيقاظ المخاوف بشأن احتمالية القيام بخطوة مشابهة لتلك التي أثارها الوزير عن قنبلة نووية إسرائيلية، خصوصاً أن هذا جاء في وقت تعلن الولايات المتحدة عن وصول الغواصة النووية من طراز “أوهايو” إلى المنطقة لتولي مسؤولية القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط.
يتفق خبراء الذين استطلعت آراؤهم في مواقع عدة على أن الوضع يستدعي القلق، ولكنهم في نفس الوقت يحرصون على تهدئة المخاوف التي أثيرت بسبب تصريح الوزير الإسرائيلي عن قصف غزة قنبلة نووية إسرائيلية، عن طريق التأكيد على أن إسرائيل لن تقدم على هذه الخطوة بسبب وأسباب بيئية وسياسية.
ثلاثة انواع من الأسلحة النووية
الدول العربية بخاصة إيران، لكن هذا الأمر سيكون له عواقب وخيمة على المنطقة بأكملها وعلى الاستقرار الإقليمي. ومن الناحية السياسية، فإن استخدام قنبلة نووية إسرائيلية سيؤدي إلى إشعال حرب نووية في المنطقة وقد يتسبب في دمار هائل وخسائر فادحة للأرواح. إن الخيار الأمثل للوقاية من هذا السيناريو المدمر هو المضي قدمًا في الجهود الدبلوماسية والتفاوض من أجل تأسيس منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، والتي يجب أن تشمل إسرائيل وجميع الدول العربية. غزة ، لكن سياسيا لا تجرؤ على تلك الخطوة” عن القاء قنبلة نووية إسرائيلية في غزة.
يتميز بين تصنيفات مختلفة للأسلحة النووية، وتشمل: الأسلحة ذات القدرة العالية على التدمير، والقنابل التكتيكية ذات الأثر المحدود، والقنابل النيوترونية، بتأكيده على أن “إسرائيل تمتلك هذه الأنواع الثلاثة” من قنبلة نووية إسرائيلية.
توضح الدراسة أنه في حال كان من غير الممكن استخدام قنابل واسعة التأثير التي يمكن أن تنتج تداعيات إشعاعية تمتد إلى داخل إسرائيل ، فإن لا يوجد عائق تقني يمنع استخدام القنابل التكتيكية والنيوترونية. ولكن في حال حدوث ذلك ، فإنه سيكون بداية لحرب نووية واسعة غير مؤكدة في العواقب عند استخدام قنبلة نووية إسرائيلية.
القنابل التكتيكية هي رؤوس حربية نووية صغيرة تم تصميمها لتدمير أهداف في منطقة محددة دون إصدار إشعاع كبير، وتكون أصغر حجماً من الأسلحة النووية الاستراتيجية مثل الرؤوس الحربية الموجهة على صواريخ باليستية تعبر قارات.
تتراوح الأسلحة النووية التكتيكية في قوتها ما بين كيلوطن واحد وحتى حوالي 50 كيلوطن، بالمقارنة مع الأسلحة النووية الاستراتيجية التي تتراوح ما بين 100 كيلوطن وأكثر من مليون طن (ما يعادل ميغاطن) في قنبلة نووية إسرائيلية.
وان التفجير النووي الذي وقع في هيروشيما في اليابان كانت قوته 15 كيلوطن، ولذلك فإن بعض الأسلحة النووية التكتيكية قادرة على تسبب دمار واسع في مناطق أقل حجمًا (عادة في مساحة أقل من 500 كيلومتر)، بالمقارنة مع الأسلحة النووية الاستراتيجية التي تهدف إلى التأثير عبر القارات.
ويضيف أنه يمكن أن يمتد تأثير استخدام تلك القنابل التكتيكية لمنطقة غلاف غزة، وقد أصبحت هذه المنطقة غير مأهولة بالسكان منذ العملية التي نفذتها كتائب القسام في السابع من أكتوبر. لذلك، لا يوجد عوامل فنية تمنع استخدام هذا النوع من قنبلة نووية إسرائيلية.
قنبلة نووية إسرائيلية النظيفة مهمتها إبادة الانسان دون الجماد
بشكل أقل خطورة، بإمكان استخدام القنبلة النيوترونية، والمعروفة أيضًا بـ “القنبلة النظيفة” وهي من نموذج عن قنبلة نووية إسرائيلية ، تكون قادرة على قتل جميع الكائنات الحية والحفاظ على المباني والأحجار. تعتبر هذه القنبلة – التي تم ابتكارها بواسطة الفيزيائي الأمريكي سامويل كوهين – نوعًا مخصصًا من الأسلحة النووية التي يتم إنتاجها بأدنى قدر ممكن من الانفجار والحرارة، ولكنها تطلق كمية كبيرة من الإشعاع القاتل.
وان القنبلة النيوترونية هي بالواقع قنبلة نووية إسرائيلية حرارية صغيرة. تتألف من بضعة كيلوغرامات من البلوتونيوم أو اليورانيوم وتشتعل بفعل متفجرات تقليدية. عمل هذه القنبلة مشابه للزناد الانشطاري حيث يحدث انفجار اندماجي داخل كبسولة تحتوي على بضع غرامات من الديوتيريوم والتريتيوم. قد تصل قوة الانفجار الناتجة من هذه القنبلة إلى حوالي كيلوطن واحد، وتقتصر تأثيرات الانفجار والحرارة ضمن مساحة لا تتجاوز بضع مئات من الأمتار. ومع ذلك، يُطلق تفاعل الاندماج موجة قوية من إشعاع النيوترونات والجاما، ورغم قصر عمرها، يمكن للنيوترونات ذات الطاقة العالية أن تخترق الدروع أو عدة أمتار من الأرض وأن تكون تدميرية للأنسجة الحية”.
هل الحرب النووية سوف تنطلق بحرب واسعة؟
وعلى الرغم من امتلاك إسرائيل للأنواع الثلاثة من قنبلة نووية إسرائيلية، فإنها لا تعترف رسميًا بامتلاكها ترسانة نووية، وتعدّ تصريح وزير إسرائيلي بامتلاك تلك الأسلحة أول اعتراف رسمي ضمني بها بوجود قنبلة نووية إسرائيلية، وهذا ما يفسّر محاولات احتواء التصريح، وفقًا لجميع مواقع الاخبارية.
وبحسب مركز الحد من الأسلحة ومنع انتشارها، الذي هو منظمة غير ربحية أمريكية تأسست في عام 1980، يمتلك إسرائيل 90 رأسًا نوويًا يعتمدون على البلوتونيوم في صنع قنبلة نووية إسرائيلية، كما أنها أنتجت كمية كافية من البلوتونيوم لتصنيع ما يتراوح بين 100 و200 سلاح.
أن هذه الأسلحة “تظل ضمن إطار الردع وليست لها الجرأة السياسية للاستخدام في هذه الحرب، فقط من خلال إسرائيل فعل ذلك و استخدام قنبلة نووية إسرائيلية يعني بداية نشوب حرب نووية واسعة تشمل الدول المتعاطفة مع القضية الفلسطينية، مثل إيران التي يمكنها تصنيع قنبلة نووية في أقل من 12 يومًا، وباكستان وكوريا الشمالية التي تملكان بالفعل قنبلة نووية، وفي حالة نشوب الصراع، روسيا والصين ستنضمان أيضًا، وقد تحدثت روسيا سابقًا أثناء الحرب مع أوكرانيا عن استخدام الأسلحة النووية التكتيكية”.
تفوقت روسيا على الولايات المتحدة وحلف الناتو العسكري من حيث عدد الأسلحة في هذا النوع، حيث تمتلك حوالي 2000 رأس حربي تكتيكي نووية عامل، وهو العدد الذي يتجاوز عدد الأسلحة المماثلة لدى الولايات المتحدة بعشرة أضعاف تقريبًا، حيث لديها حوالي 200 سلاح من هذا النوع ونصفها متمركز في قواعدها في أوروبا وفقًا للمعلومات الموجودة.
وبين الاعلان الاميركي الاثنين عن وصول الغواصة النووية من طراز “أوهايو” الى منطقة تحمل مسؤولية القيادة المركزية الاميركية في الشرق الأوسط، وبين تصريح وزير في الدولة الاسرائيلي عن قنبلة نووية إسرائيلية، حيث قال إن ذلك يعتبر “رسالة من الولايات المتحدة بالاستعداد للتدخل واستخدام هذا السلاح، في حال اتخاذ اي ردة فعل بعد تصريح الدولة الإسرائيلية” عن استخدام قنبلة نووية إسرائيلية في قطاع غزة.
التداعيات البيئية والصحية من قنبلة نووية إسرائيلية
وبالإضافة إلى الأسباب السياسية التي يرى بعض المختصون أنها تمنع إسرائيل من استخدام قنبلة نووية إسرائيلية، يرى مجدي علام، مستشار مرفق البيئة العالمي والأمين العام لاتحاد خبراء البيئة العرب، أن حتى الأسلحة النووية ذات تأثير محدود يمكن أن تؤثر على البيئة في إسرائيل في حال تم استخدام قنبلة نووية إسرائيلية في غزة.
ويقول علام: “ان حدث انفجار في مفاعل تشرنوبل النووي في أوكرانيا في عام 1986، وبسببه تكون سحب كثيفة من الوقود النووي ارتفعت إلى السماء وزنها حوالي 8 أطنان. وأدى هذا إلى تلويث بيئي امتدت آثاره إلى مدن أخرى في أوكرانيا وبيلاروسيا وروسيا وألمانيا والسويد.
ويشير إلى أن التجارب النووية التي يقوم بها البلدان الحاصلة على هذه الأسلحة تعتبر لها تأثيرات بيئية وصحية خطيرة وتمتد تأثيراتها إلى دول أخرى. لذا، يجب أولاً أن تمتد هذه التأثيرات عندما يتم تنفيذ التجارب فعلياً.
وفي دراسة تم نشرها في أكتوبر 2014 في مجلة “جورنال أوف إينفيرومينتال آند سوسايتي”، تم حصر عدد التجارب النووية التي تم إجراؤها في مختلف البيئات، سواء في الجو أو تحت الأرض أو تحت الماء. وقد بلغت نسبة 25% من هذه التجارب (ما يعادل 530 اختباراً) في الجو، بينما بلغت نسبة 75% (ما يعادل 1517 اختباراً) تحت الأرض، ولم يتم إجراء التجارب تحت الماء إلا في حالات نادرة.
في الفترة من عام 1945 إلى عام 1963، كانت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، وبعد ذلك روسيا، مسؤولتين عن 82% من جميع الاختبارات التي تمت في الغلاف الجوي. وبين عامي 1951 و 1992، كانوا مسؤولين عن 86% من الاختبارات التي أجريت تحت الأرض.
أشارت دراسة أخرى نُشِرَت على موقع المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة الأمريكية في مارس 2014 إلى أن هذه التجارب، وبالرغم من مضي وقت طويل على إجرائها، قد أسهمت في انتشار سرطان الغدة الدرقية في مناطق متعددة حول العالم تتجاوز حدود الدول التي أجرت هذه التجارب. ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى وجود نظير اليود 131 الذي تلوثت به مياه الأمطار وخزانات المياه الجوفية، وانتقل إلى طعام الحيوانات المنتجة بعد أن اكتمل تراكمه في الأراضي العشبية.
وفي هذا السياق، يعتقد علام أن الأسلحة النووية او قنبلة نووية إسرائيلية، سواء كانت تكتيكية أو نيوترونية، وهما الأشكال الأكثر مناسبة للاستخدام التكتيكي، ستتسبب في دمار في قطاع غزة في فلسطين المحتلة. ومع ذلك، قد يمتد هذا التأثير البيئي والصحي إلى إسرائيل والدول المجاورة بسبب قنبلة نووية إسرائيلية ان تم استخدامها فعلا.