مأساة الحريق في حفل زفاف في العراق ألم لا يُنسى ودعوة للتغيير
وقعت فاجعة كبرى في حفل زفاف في العراق يوم الأربعاء الموافق 26 سبتمبر 2023، حيث اندلع حريق ضخم في قاعة أفراح في قضاء الحمدانية شرق الموصل، أسفر عن مقتل واصابة أكثر من 320 شخصاً.
وذكرت دائرة الصحة في محافظة نينوى أن الحريق اندلع في قاعة أفراح “الحرية” في قضاء الحمدانية، خلال حفل زفاف في العراق لعائلة من قبيلة البونمر، حيث كان يتواجد في القاعة ما يقرب من 1000 شخص.
أمام مستشفى الطوارئ في أربيل حيث يُنقل إليها مصابو حريق الحمدانية
في هذا المقال سنستعرض مأساة الحريق الذي وقع خلال حفل زفاف في العراق وأسفر عن مصرع واصابة أكثر من 320 شخصًا وإصابة عدد آخر بجروح بالغة. سنلقي الضوء على تفاصيل الحادث والظروف التي أدت إلى هذه الكارثة الإنسانية.
سيتم استعراض ما حدث في تلك اللحظات المرعبة عندما تصاعدت النيران في مكان الحفل، وكيف تصاعدت حجم الكارثة بسبب عدم توفر تدابير السلامة اللازمة. سنتحدث عن تأثير هذه الكارثة على الأسر المتضررة والمجتمع بأسره، وكيف يتعين على الحكومة والمجتمع الدولي الاستجابة لمثل هذه الحوادث الكارثية الذي حصل في حفل زفاف في العراق.
سنستعرض أيضًا دعوة للتغيير وضرورة تحسين إجراءات السلامة والتفتيش في الفعاليات الكبيرة والأماكن العامة، وذلك لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية في المستقبل. إن هذه الكارثة تجلب إلى الواجهة ضرورة تعزيز ثقافة السلامة والمسؤولية المشتركة في المجتمع، وتذكيرنا بأهمية حماية حياة الأفراد في جميع الأوقات.
حريق الحمدانية
وأفادت مصادر طبية أن الحريق أدى إلى انهيار أجزاء من القاعة حفل زفاف في العراق نتيجة استخدام مواد بناء سريعة الاشتعال واطئة الكلفة تتداعى خلال دقائق عند اندلاع النيران.
وأشارت إلى أن الحريق أدى إلى اختناق العشرات من الأشخاص بسبب الدخان الكثيف الذي تصاعد في القاعة، حيث لم تكن هناك وسائل تهوية كافية.
وسرعان ما هرعت فرق الإطفاء إلى موقع الحريق، لكنها لم تتمكن من السيطرة عليه إلا بعد عدة ساعات، بسبب اتساع رقعته وقوة النيران.
وأدانت الحكومة العراقية الحريق، وأعلنت الحداد لمدة ثلاثة أيام، وأمر رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني وزارتي الداخلية والصحة بالاستنفار لإغاثة المتضررين بالحريق.
وأعربت العديد من الدول العربية والإسلامية عن تعازيها في ضحايا الحريق في حفل زفاف في العراق، وتعهدت بتقديم المساعدات اللازمة للعراق.
عرسان الحمدانية يخرجون عن صمتهم وما قالوه صادم
في أول تصريح له بعد الحادث الأليم، تجلى عرسان الحمدانية في العراق من عمق الصمت، حيث شارك معنا تفاصيل الحادث المأساوي الذي أودى بحياة أكثر من مائة شخص، منهم عشرة من أفراد عائلة العروس وخمسة عشر من أفراد عائلته.
صرّح العريس بدهشة وحزن مؤلم، قائلاً: “رحل أحباؤنا وأصدقاؤنا”. وأشار إلى أنه وعروسه يشعران الآن كما لو أنهما في عالم الأموات، بعدما انتهت حفل زفافهما بمأساة ألمت بأكثر من مائة ضيف في حادث حريق مدمر.
العروس حنين (18 عاماً) فقدت عشرة من أفراد عائلتها، بما في ذلك والدتها وشقيقها. أما زوجها ريفان (27 عاماً)، ففقد خمسة عشر من أقاربه. الحريق اندلع في حفل زفافهما شمال العراق مساء الثلاثاء الماضي، محولاً الفرحة إلى كارثة.
العريس ريفان أوضح في مقابلة مع سكاي نيوز الإنكليزية: “من الداخل، نحن ميتون. نحن محطمون”. وأضاف أن عروسه لم تعد تستطيع التحدث بعد هذه الكارثة، ووالدها أيضاً في حالة حرجة. أصيب أكثر من 150 شخص بسبب النيران والدخان الكثيف، أو أثناء محاولتهم الفرار من قاعة الاستقبال التي تحولت إلى حطام محترق تحت سقف جزئياً منهار.
تشير التحقيقات إلى أن الألعاب النارية الداخلية ربما تكون السبب وراء هذا الحريق المأساوي الذي أدى إلى تدافع عند محاولة الخروج.
ولكن العريس ريفان يعتقد أن الحريق بدأ بشكل آخر، ربما في السقف، وليس نتيجة لشرارة ناتجة عن الألعاب النارية. قال: “قد يكون تماساً كهربائياً، لا أعلم. ولكنه بدأ في السقف، شعرنا بالحرارة وسمعنا صوتاً طقطقة في السقف”.
وأكمل: “ثم بدأ السقف، الذي كان مصنوعًا بالكامل من النايلون، في الانصهار.. ولم يستغرق الأمر سوى ثوانٍ”.
ريفان أوضح أن الحريق اندلع خلال الرقص عندما توقفت الكهرباء، وعندما عادت الكهرباء، رأوا نيرانًا في السقف، وبدأ الضيوف في الهرب والصراخ.
وشارك ريفان تفاصيل أولية لحظات بعد اندلاع الحريق، حيث قال إنه أمسك بعروسه وحاول إخراجها من المطبخ. لكن الناس كانوا يدوسون عليهما أثناء هروبهم، وكانت ساقاها مصابتين. وأشار إلى أن القاعة لم تكن تحتوي سوى على مطفأة حريق واحدة والتي لم تكن تعمل.
هذه الكارثة لها معنى عميق بالنسبة للعروسين الشابين، اللذين يعلنان الآن أنهما لن يكونا قادرين على البقاء في مسقط رأسهما. ريفان قال: “رحل أقاربنا وأصدقاؤنا”. يقوم الزوجان حالياً بدفن أقاربهم وأنسبائهم، وما زالوا ينتظرون أخبار والد حنين الذي لا يزال في حالة حرجة. سعادتهما تدمرت تماماً.
وبالنسبة لتفاصيل الحادث، قال ريفان أنه شهد اشتعال اثنتين من الألعاب النارية الصغيرة أثناء رقصهما، ثم تلا ذلك اشتعال أربع ألعاب نارية أخرى بعد دقائق قليلة. وأضاف أن والده قد أثار مخاوف حول مخاطر هذه الألعاب النارية وكيف يمكن أن تتسبب في اندلاع النيران في ثياب العروس، لكن أصحاب القاعة أكدوا لهم أن الألعاب النارية هي كهربائية وآمنة للمس.
بالنسبة للخسائر التي منيا بها العروسين في هذا الحادث الرهيب، فقد أكد ريفان أن حنين فقدت والدتها واثنين من أعمامها وابنتي عمها، بالإضافة إلى إصابة والدها الذي لا يزال في حالة حرجة. أما هو، فقد فقد عمته وخسر عمه وسبعة أفراد آخرين من عائلته، وأصيبت أخته وزوجها بحروق خطيرة.
أسباب حريق حفل زفاف في العراق
أشارت التحقيقات الأولية إلى أن الحريق اندلع بسبب استخدام الألعاب النارية أثناء حفل زفاف في العراق، حيث تسببت في اشتعال النيران في السقف المغطى بألواح الايكوبوند سريع الاشتعال.
وأضافت التحقيقات أن قاعة الحفل كانت تفتقر إلى متطلبات السلامة من منظومات الإنذار والإطفاء الرطبة، مما ساهم في تفاقم الحريق وزيادة عدد الضحايا.
خسائر بشرية ومالية في حفل زفاف في العراق
يعد حريق قاعة الأفراح في الحمدانية من أكبر الكوارث الإنسانية التي شهدتها العراق في الآونة الأخيرة، حيث خلف وراءه خسائر بشرية ومالية كبيرة.
وتمثلت الخسائر البشرية في مقتل واصابة أكثر من 320 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، بعضهم في حالة حرجة.
أما الخسائر المالية فتمثلت في تدمير قاعة الأفراح بالكامل اثناء حفل زفاف في العراق، بالإضافة إلى خسائر في الممتلكات الخاصة للسكان المجاورين.
دعوات إلى تحسين إجراءات السلامة
أثارت فاجعة حريق قاعة الأفراح في الحمدانية موجة من الغضب والاستنكار في العراق، حيث طالبت العديد من الجهات باتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين إجراءات السلامة في قاعات الأفراح والمنشآت العامة الأخرى.
وشددت هذه الجهات على ضرورة فرض عقوبات صارمة على المخالفين لتعليمات السلامة، وضرورة توعية المواطنين بأهمية الالتزام بهذه التعليمات.
وتمثلت أبرز مطالب هذه الجهات في ما يلي:
- إنشاء هيئة وطنية للسلامة العامة تكون مسؤولة عن وضع وتنفيذ معايير السلامة في جميع المنشآت العامة.
- فرض غرامات مالية كبيرة على المخالفين لتعليمات السلامة.
- توعية المواطنين بأهمية الالتزام بتعليمات السلامة.
وتأتي هذه المطالب في ظل استمرار وقوع حوادث الحرائق في اعلب اوقات حفل زفاف في العراق، والتي تتسبب في خسائر بشرية ومالية كبيرة.