الاحتلال الصهيوني يعلن حصار خان يونس في قطاع غزة
الاحتلال الصهيوني يعلن حصار خان يونس ومقاومة ضارية تخوضها المقاومة
قصف وغارات مستمرة من القوات إسرائيلية في قطاع غزة. يشارك الجيش الإسرائيلي الصهيوني في مواجهات برية مع المقاومة المقاومة الفلسطينية في مناطق متعددة داخل القطاع المحاصر.
وصرحت وكالة الأنباء الفلسطينية بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني ارتكبت جرائم قتل جديدة هذه الليلة وفجر اليوم الأربعاء في أماكن متعددة في قطاع غزة، وخاصة في مخيم جباليا شمال القطاع.
واستهدفت قوات الاحتلال الصهيوني مساحة سكنية كاملة في مخيم جباليا، مما تسبب في سقوط العديد من الشهداء والجرحى، بما في ذلك الأطفال والنساء. وأطلقت أعدادًا كبيرة من القنابل الفسفورية والدخانية في وسط المخيم، الذي يتعرض لسلسلة من الغارات الصهيونية المكثفة في قطاع غزة.
ولقد تعرضت مدرسة فلسطين غرب جباليا لقصف من قبل طائرات الجيش الاحتلال الصهيوني، حيث كانت تستضيف نازحين، وأسفر ذلك عن استشهاد العديد من الأشخاص وإصابة آخرين بجروح.
وفي إطار القصف المتواصل على قطاع غزة، تعرض منزل في شارع النفق بمدينة غزة لقصف أودى بحياة 10 مدنيين وأصاب آخرين. كما تعرضت منازل في مخيم النصيرات لهجمات أدت إلى استشهاد 6 أشخاص، وفي المخيم الغربي بخان يونس تعرض منزل لغارة جوية أودت بحياة 3 أشخاص وأصيب العشرات.
وأفادت وزارة الصحة في قطاع غزة بأن مستشفى شهداء الأقصى قد استقبل 73 شهيدا و 123 جريحا خلال الـ 24 ساعة السابقة، بالإضافة إلى إعلان الوزارة استشهاد 16248 فلسطينيا وإصابة 43616 منذ بداية الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول المنصرم.
معارك ضارية من قبل المقاومة الفلسطينية
قامت القوات العسكرية الإسرائيلية بحصار مدينة خان يونس الكبيرة في جنوب قطاع غزة، حيث تجري معارك هي الأعنف على الأرض منذ بداية الحرب قبل شهرين بينها وبين مقاتلي فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وأعلنت كتائب القسام حماس) أنه نفذ عملية استهداف عسكرية داخل الأراضي الإسرائيلية المحتلة. وقد أفادت المصادر أن هذه العملية كانت استجابة للتصعيد العسكري الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة. وتأتي هذه العملية في إطار الجهود المستمرة للمقاومة الإسلامية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي والدفاع عن الحقوق الفلسطينية. كما قالت حماس انه استهدفت هذه الفرقة المنزل الذي يحتله جنود الاحتلال في شرق مدينة خان يونس، حيث قامت بإطلاق قذيفة على الفرقة واستخدمت أسلحة رشاشة. نجحت الفرقة في قنص أربعة جنود وتسببت لهم في إصابات قاتلة وخطيرة.
فيما قامت كتائب القسام بقصف قوات إسرائيلية تسللت إلى المناطق الشرقية لخان يونس في قطاع غزة بكم هائل من قذائف الهاون الثقيلة، هاجمت أيضًا تجمعات للعدو الإسرائيلي في موقع إسناد صوفا العسكري، ومستوطنة نير إسحاق بوابل من الصواريخ من قطاع غزة.
وصرحت حركة القسام – في وقت سابق من يوم الأربعاء – أن قواتها تمكنت من قنص 6 جنود إسرائيليين صهاينة في منطقة الزنة بالقرب من مدينة خان يونس باستخدام بنادق “الغول” الصناعة المحلية. وتعرض الجنود لإصابات جسدية خطيرة. كما ألحقت القوات القاسمية هزيمة بـ 10 جنود إسرائيليين لقوات الاحتلال عن قرب في نفس المنطقة، وقصفت قوة إسرائيلية خاصة تتألف من 8 جنود باستخدام قذيفة مضادة للأفراد وأحرزت عندها إصابة مباشرة وقاتلة.
من جانبها، قالت سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي تم شن هجوم على تجمعات الجيش الإسرائيلي في محيط منطقة الشيخ ناصر شرق خان يونس في قطاع غزة. وأفاد البيان بأن أفرادهم يستهدفون قوة إسرائيلية خاصة بواسطة قذيفة مضادة للأفراد في محيط مسجد الظلال شرق خان يونس.
وكما قامت سرايا القدس بمهاجمة تجمعات إسرائيلية المحيطة بالمركز الثقافي في بني سهيلا باستخدام القذائف الهاون، وأرسلت صواريخ تجاه مستوطنة مفتاحيم من قطاع غزة.
في الوقت نفسه، ذكر الجيش الإسرائيلي أن ضابطًا في وحدة الدبابات قد قتل في المعارك الجارية في قطاع غزة، وعلى الجانب الآخر، أقر الجيش بأن ضابطًا آخر قتل في حادث انقلاب مركبة عسكرية في جنوب فلسطين المحتلة.
وبلغ عدد قتلة الجيش الإسرائيلي الصهيوني منذ بدء العملية البرية في غزة 85 ضابطا وجنديا، ليرتفع العدد الإجمالي – المعلن عنه – منذ بدء العملية. طوفان الأقصى التي شهدت الحرب على قطاع غزة التي بدأت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي استشهاد 409 ضباط وجنود.
وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي الصهيونية أن المعركة البرية في شمال قطاع غزة وجنوبه ستستمر لمدة شهر إضافي وفقًا لتقديرات الجهاز الأمني. وأكدت أن الجيش سيواصل ضغطه على حركة حماس لاستئناف المفاوضات بشروط أفضل حسب تعبيرها.
وبدأت الحرب البرية في قطاع غزة في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث بدأت في شمال القطاع. ولكن الجيش الإسرائيلي الصهيوني قام بتوسيع نطاق عملياته ليشمل قطاع غزة بأكمله بعد حوالي شهرين من بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
حركة نزوح من الآلاف من المدنيين من منازلهم
جيش إسرائيل الصهيوني ينشر يوميًا منشورات في خان يونس ومدن أخرى تحذر من هجمات قادمة وتطالب السكان بمغادرة مناطق سكنهم. لكن الأمم المتحدة تقدر أن 28% من أراضي قطاع غزة تأثرت بهذه الأوامر وتعتبر تأسيس مناطق آمنة للمدنيين كما تحددها إسرائيل أمراً “مستحيلًا”.
وفر الآلاف من المدنيين من منازلهم التي تعرضت للدمار جراء القصف في قطاع غزة، سواءً عن طريق المشي أو ركوب الدراجات النارية أو مزحافر محملة بأمتعتهم. وأصبحوا الآن محاصرين في منطقة تتضاءل مساحتها يوماً بعد يوم قرب الحدود المصرية، ويواجهون وضعاً إنسانياً مأساوياً في قطاع غزة.
وذكر مراسلين أن الطائرات التابعة للاحتلال الإسرائيلي الصهيوني قامت بقصف مجموعة من النازحين من الأحياء الشرقية في مدينة قطاع غزة.
وحذرت الفصائل الفلسطينية في بيان من أي تعاون مع المشروع الإسرائيلي الصهيوني الذي يهدف إلى نقل السكان تحت مسميات المساعدة والمناطق الآمنة، مؤكدة أن من يرغب في حماية الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يجب أن يتدخل لوقف الحرب وفتح المعابر. كما أعربت عن موقفها الموحد في المقاومة للمؤامرة التي تستهدف نقل الشعب من قطاع غزة إلى سيناء.
في حين قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين ( الأونروا تشهد قطاع غزة موجة جديدة من النزوح، والأمور تتدهور بسرعة متزايدة.
وأكدت الأونروا أن قطاع غزة قد أصبح بأكمله واحدًا من أخطر المناطق في العالم، ولا يوجد مكان آمن فيه.
ولقد ذكرت الأمم المتحدة أنه نتيجة للحرب في قطاع غزة، نزح حوالي 1.9 مليون شخص في قطاع غزة، وهذا يشكل 85% من سكانه. تعرضت أكثر من نصف المنازل في قطاع غزة في فلسطين المحتلة للتدمير أو الأضرار.